مزاجكي : عدد المساهمات : 832 تاريخ التسجيل : 29/03/2012 الموقع : جزائر و افتخر
موضوع: الهروب من الأحزان للأحزان / بقلمي الأحد 2 سبتمبر 2012 - 13:38
بسم الله الرحمن الرحيم
الهروب من الأحزان للأحزان
أصبح الهروب السمة الغالبة على قاعدة عريضة من البشر فلقد أصبح الهروب بالنسبة لهم فى أدق المواقف هو الملاذ الآمن لعدم قدرتهم على المواجهة فهم دائما منذ الصغر غير محبين لمواجهة المواقف الصعبة لذا فأصبحت حياتهم هروب % هروب وهناك من البشر هاربين من الأفراح إلى الأحزان وهذا شئ غير طبيعى .
فالطبيعى الهروب من الأحزان إلى الأفراح ونظرا لنطاق موضوعى الهروب من الأحزان للأحزان فسوف أتحدث فى هذا النطاق فقط وهذا النطاق يعد من الأمور الغريبة والتى أراها مستحدثة فى الحياة فالعقل أصبح يفكر تفكيرا أخر غير معتاد عليه فلست هنا لأنتقد العقول ولكن لإيضاح مغزى تلك العقول التى تعيش حالات الحزن وتذهب إلى الحزن لتراه أو تتعمق فى مغزاه من خلال أحوال الأخرين .
فعلى سبيل المثال فى الأمور الطبيعية دائما ما تكن الأخبار السعيدة هى التى تفوز بنسبة مشاهدة عالية فمثلا عندما أقوم أنا بكتابة مواضيع رومانسية ذات بهجة وفرحة وسعادة فأرى تلك المواضيع ليست لها نسبة مشاهدة عالية ونسبة التجاوب من جانب الأعضاء قليلة بخلاف الخواطر الرومانسية الحزينة القاتلة .
فدائما نسبة المشاهدة عالية للغاية فأعلى نسبة مشاهدة خاصة بأحدى مؤلفاتى الحزينة تجاوزت حاجز العشر ألاف مشاهدة فهذا رقم كبير جدا فإن كانت تلك المشاهدة العالية لبشر سعيدة وتبحث عن الحزن فعجبا لهم وإن كانت نسبة المشاهدة العالية لبشر حزينة وتبحث عن الحزن فعجبا عجبا عجبا لهم وإن كانت نسبة المشاهدة العالية لبشر ذات أعتدال ولديها الفضول لترى كافة ما يطرح فهذا يعد أمرا طبيعيا ولا يمكن الجدال فى هذا .
فالجدال هنا كما ذكرت ينحصر عن منهم هم يبحثون عن الأحزان وهم فى أحزان عجبا حقا بأن نقوم بالهروب من مشاكلنا بالهرب إلى الحزن والبكاء على الأطلال فلما كل هذا يا بشر فدائما ما يكون الطبيعى معالجة الحزن بالبحث عن السعادة أو نسيان الحزن بكافة الطرق أو التعمق فى أمور حياتية تجعلنا نتجاهل الأحزان فالأحزان عندما تزيد من حدودها المسموح بها يتأثر الإنسان تأثرا شديد يمكن بأن تتدمره تتدميرا يفوق قوة تدمير القنبلة النووية فنحن كبشر دائما ما نعانى من الضعف فلسنا أقوياء ومن يشعر بأنه قوى يجب بأن يعلم بأن القوة ليست فى تمادى الأحزان بل الهرب من الأحزان إلى الأفراح أو معالجة الحزن والبحث عن مخرج مناسب للسيطرة على الأحزان .
فهناك بشر محقة فى أحزانها لأسباب خارج عن إرادتها فهذا يعد حزنا طبيعيا لكن هناك من يحزن على أمور باهتة وتافهة لا جودة لها ولا يعقل لعاقل بأن يفكر بالأهتمام بها فالحزن أول طريق للأكتئاب فالأكتئاب لمن لا يعلمه فهو يدمر كافة خلايا الجسد ويعطل العقل ويجعل القلب ذات نبض غير مستقر فى نبضاته ونادرا ما يستطيع المكتئب التفكير فى شئ إيجابى فدائما يبحث عن كل ما هو سلبى ليفعله ليزداد من تدمير ذاته دون أن يشعر وتلك هى البداية الأولى لطريق نهايته الأنتحار .
فلما كل هذا من الأساس فلما لا نجعل الحزن مرحلة فى حياتنا ويجب تجاوزها سريعا فالقوى من يتجاوز المراحل الحياتية بشكل سريع ولا يتوقف عند مرحلة أكثر من اللازم حتى لا تتعطل مسيرة الحياة فالتعطل يؤدى إلى الهلاك أحيانا فإذا عجلة الحياة توقفت فمعنى هذا بأن الدنيا قد أنتهت ونحن جزء من الحياة كبشر نتعايش جميعا على كوكب واحد فإذا مصيرنا جميعا واحد ولهذا فلا داعى لأحزان توقف مسيرة حياتنا دون مبرر .
فهمها كانت الأسباب لا داعى لأستمرار الأحزان فالحزن شعور يجب بأن نتحلى به لأننا بشر لكن الإنسان العاقل الذى يعلم بأن الله ميزه بالعقل عن سائر المخلوقات يجب بأن يعلم بأن الحزن ليس له فائدة وإن كان للحزن فائدة لأصبح بمقدور البشر تكوين محيط جديد بالعالم وبالتأكيد سيكون أسمه محيط دموع البشر فالدموع غالية ولا يحق نزولها إلا لمن يستحق وأعتقد أن من يستحق أصبح من النوادر فمن يستحق الحزن حقا فقدان العزيز وفقدان الوطن الغالى .
*** ملحوظة هامة ***
إلى كل من يرغب فى أسعاد ذاته والقضاء على كافة الأحزان فعليه وفورا بالتقرب أكثر من الله فالتقرب من الله بالصلاة وقراءة القرأن وكافة العبادات الأخرى تجعل العقل منفتحا والقلب منشرح والروح صافية فأغلبية مشاكل البشر حول العالم سببها البعد عن الله والتقرب والأهتمام بالبشر والأنشغال بأمور الحياة والتعمق بها فهذا خطأ كبير فمن ينشغل بالتقرب من الله فقد فاز فوزا عظيما فى الدنيا والأخرة فمن يبحث عن السعادة حقا فعليه بأن يسعد غيره بدون مقابل وأن يزرع البسمة على وجوه من يبحثون عن السعادة فالباحثون فى أزدياد ولا يوجد مجيب لهم وعجبا لمن يبحثون عن الأحزان فهم فى أستقبال حافل من الأخرين لتنفيذ رغباتهم لتزداد أحزانهم ويتهالكون وبأيديهم ينتحرون وكأنما هذا هدف يسعى إليه البعض ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وأستغفر الله العظيم .